الخميس، 15 أكتوبر 2015

بعض ظروف و ملابسات انطلاق مشروع
محمد المامون ولد اعل الشيخ الجهادي

بعد استشهاد وجاه ول اعل الشيخ  أصبحت مكانته كقائد للمجاهدين يجمع بين المهارات القتالية و قوة التأثير الأخلاقي  شاغرة بإنتظار   من سيخلفه في تلك المكانه  و في نفس الوقت كان أخوه محمد المامون عند  مخيم أمم بأنتيد و عند نفس المكان  كانت تتمركز في تلك الأيام  فرقة اطار المتنقله حيث يمتزج الديني بالعسكري ..وحيث لا  يجد رجالات أولاد غيلان المنتمين للفرقه المتنقله  راحتهم  الا  بين ظهران أشياخهم  و منهم  اعل ولد مخطير  محتضنا بندقيته علي مقربه  من محمد المامون غفر الله لنا وله  الذي لم يفتأ منذ استشهاد أخيه وجاه   يفكر في الكيفيه التي يواصل بها ما بدأه أخوه الشهيد.. إستغل محمد المامون وضع الأمان و الثقه الذي يسود بينه و بين ولد مخطير  فخطف بندقيته  الملقمة بطلقة واحدة و انطلق راكضا   تدفعه طاقه شبابيه عارمة و قوة جسديه لا مثيل لها و  تحمس للجهاد  و كان اذا ركض رحمه الله يسبق الخيل من السرعه.. فدوي النذير في  المخيم و وارسلت مفرزة علي اثر الشاب  المتهور اليافع لاسترداد البندقية  غير أن تفكير الرجل و عزمه كان أكبر من يتصوره أحد من متتبعيه .. ظل محمد المامون  يركض  و المفرزة  تتبع إثره الي ان وصل خيما  لأهله من أهل شيخنا ول محمد عند منطقة أدرق ... دلف محمد المامون الي خيمة  الوالده النانه حاجه ( أمبيريكه) رحمها الله  و أخبرها بقصته فألقت عليه فروا – ستذكره بها بعد  ذلك عند سوقه لها ضمن سطوه علي موالي اهل شيخنا ول محمد - ... أخذت المفرزه المكونه أساسا من رجال ليسوا من آدرار  تفتش  المخيم خيمة خيمه  و دخلوا خيمة النانه حاجة و  لكنها كانت خيمة جد متواضعه  لا تتجه اليها التهمة و حينما ابتعدوا  الي خيم اخري  همس محمد المامون للنانه التي كانت مذعورة من المشهد ان تتاكد من ابتعادهم و ما ان تـأكدت حتي انطلق راكضا مرة أخري فعلمت المفرزة  بذلك و انطلقت علي اثره  الي ان انقع اثره الي جبل قرب أدرق  و ابصروا به بعد بحث  في اعلي الجبل فطلبوا منه ان يسلم البدقيه  و لن يلحقه اذي فوافق و لكنه اشترط ان لا يصعد اليه لاستلامها   الا رجل من أولاد غيلان فوافقوه   لكنهم للأسف لم تلتزموا بالشرط و عندما تحقق محمد المامون من عدم التزامهم  أطلق النار علي الوافد فأرداه قتيلا  ... صعدوا اليه و أمسكوا به و كبلوه و انطلقوا به الي القائد العسكري الفرنسي  للفرقه المتنقله و من  ثم الي المحاكمة الصوريه بأطار   حيث  حكم عليه بالمؤبد مع الاعمال الشاقه  .   بدأت فترة السجن بكل تفاصيلها الثقيله علي النفس من  ظلمة و عزلة و قيود.. و في النهار يساق المساجين  مكبلين لانجاز  الاعمال  الشاقه  حيث ينزع السجان  الاصفاد عن ايديهم  و يبقي علي ارجلهم مقيدة   ..  ظل الامر علي تلك الحال و يوم بعد يوم أخذ الأمان الزائف يتسلل لنفس السجان السنغالي  فصار ينام بجانب مسجونينه و عند ما ينهون الاعمال يوقظونه ليسوقهم الي السجن و أصبح هو بالمقابل   يتساهل في تشديد القيود.. و في يوم  من الأيام  ساق السجان المسجونين الي منطقة  غرب أطار (ادباي حاليا) لقطع الاشجار و تساهل هذه المرة مع محمد المامون  و تسلل النوم الي عيونه الساهره! و نسي ان الرجل الذي تساهل معه يحمل مشروعا تحرريا يتعدي حدود  العلاقات  الفردية و الميزات الدنيوية الزائفه ... استغل محمد المامون الموقف فوثب علي الحارس السنغالي النائم و اجهز عليه ثم أخذ المفاتيح و نزع قيوده و قيود زميل له ابدي الرغبة في الخروج من حالة السجن تلك   و انطلقا  كل في اتجاه حتي يشتتا تركيز متتبعيهم و يوم بعد يوم وصل محمد المامون الي حيث  رفاق درب أخيه الشهيد  و هناك بدأت رحلة ا أخري سنتعرض لها انشاء الله  بالتفصيل الممل لاحقا...


د. أوراش