الاثنين، 17 ديسمبر 2018


إيكوفيونه – اوراجون أو "حصرت تتنتكرات" 1957-1958: المجزرة الاحتفالية
المسكوت عنه من التاريخ الفرنسي- الاسباني – المغربي الاسود
           

             مذكور حصرت تنتكرات //// زين حك ؤ لا قط اورات
                    فيه شبان و شبيبات ////  و امراكيب الزو زينين .....
من منا لم يتغني يوما بتلك الطلعة الحسانية  التي تمجد حصرة  تنتكرات  تلك  المشار اليها في الطلعة ؟ لكن من منا سأل نفسه يوما عن حقيقة ذلك الحدث؟



 حصل المغرب علي استقلاله سنة 1956 تحت زعامة حزب  الاستقلال الذي كان اعد بسنة قبل استقلال المغرب خريطة المغرب الكبير من المتوسط الي نهر صنهاجه مرورا طبعا بالمستعمرة الاسبانية و الفرنسية. و هو ما حرض ظهور المقاومة ضد الاسبان و تغلغل جيش التحرير اكثر فاكثر نحو الجنوب
لقد تسبب ذلك الوضع في اشكالية كبيرة للمستعمر  الاسباني اضطرته    لحصر تواجده في طرفايه و العيون و الداخلة   و هو ما اعطي لجيش التحرير حرية في الحركة  و التنظيم و السيطره علي الطرق
اما في الجانب الفرنسي فقد تنامي الخوف و التوجس من  الدور الجهادي المتنامي  لجيش التحرير و الهادف لتحرير كل  " مناطق المغرب الكبير "
و في الجانب المغربي  اصبح هناك خوف متنامي من قوة جيش التحرير الذي اصبح  يشكل  قوة موازية  لقوات الجيش الملكي   الا ان تواجد جيش التحرير بعيدا  في الجنوب عن القياد المركزيه   اعطاه ميزة  التحرر من  هيمنة السلطة المركزية  التي اصبح تحت قيادة المغفور له الحسن الثاني تتحكم في كل مفاصل القوي في المغرب  تجدر الاشارة لوجود  وجه اختلاف بين جيش التحرير و العرش الملكي  المستقل  تكمن في ان المملكة  تخلت عن جميع مطالب التحرير مقابل  اطلاق سراح الملك محمد الخامس بينما كان جيش التحرير مصرا علي تحرير  كامل تراب ما كان يعتبره المغرب الكبير...

في ظل هذه الظروف و هذه الملابسات بدأ التخطيط لعملية عسكرية تؤمن اسبانيا و تريح المغرب من منافس خارج عن السيطرة و تحفظ للمخطط الفرنسي التفريقي  استمراريته و تدفع عنه شبح الجهاد الذي لاحت بوادره في الافق مع  هجوم جيش التحرير علي "تكل" قرب اطار..
سميت تلك العملية ب :"ايكوفيون" Ecouvillon(و تعني المكنسة الحديدة التي تستخدم لتنظيف فوهات المدافع الثقيلة)  من الجانب الفرنسي و من الجانب الاسباني سميت ب: اوراجون    Ouragan  ( و تعني  الاعصار)   


لقد حشدت لهذه العمليه المذبحه  5000 جندى فرنسي و 9000 جندي اسباني و  600 سيارة نقل جنود و  70 طائرة ... و لعبت المخابرات المغربيه  دورا بارزا في توفير قيادات عميلة لجيش التحرير  و تمادت السلطات المغربيه في قطع المؤن عن جيش التحرير باختلاق الحجج و الذرائع ..
في يوم  10 فبراير 1958 انطلقت اكبر عملية ابادة جماعية تعرفها منطقة الصحراء  راح ضحيتها النساء و الاطفال العزل  و لم يسلم منها الا من هرب من جحيمها  في اتجاه الطنطان و اقليميم (حوالي 40000 الفا).. و بعد ذلك بأسابيع  و بالضبط في 2 ابريل 1958  وقعت في الداخله اتفاقية  تقاسم الكعكة بين المغرب و اسبانيا و تنص علي ان يبسط المغرب نفوذه حتي منطقة الطرفاية  باستثناء سيدي ايفني التي لن يسترجعها الا سنة 1969........
بينما راح الكوميات من الجانب الموريتاني (فيما بعد)يجمعون الغنائم و   و يمجدون الحدث  تحت عنوان حصرت تتنتكرات  كان افريج اهل الشيخ الولي يلملم أحزانه بعد ما فقد كوكبة من الشهداء علي راسهم الشيخ سداتي ول الشيخ الولي ول الشيخ ملعينين و بنتيه  ...  هناك ولدت ملامح الدولة الموريتانية من هذا المخاض العسير و سننتظر بعد ذلك سنوات قبل ان تنظهر عملية فرنسية جديدة سنة 1978 ما زلنا نعاني ويلاتها.