الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

وقفة تأملية في ارهاصات ما قبل احتلال موريتانيا


ظهرت قبل الحقبة الاستعماريه خلافات جوهريه بين فرنسا و إيطاليا  حول أقاليم افريقيه و من جملتها منطقة شمال افريقيا فقد كانت إيطاليا تري ان المغرب يتبع جغرافيا لشبه المنطقة الايبيريه و تونس و الجزائر لفرنسا و اما ليبيا فتتبع  لإيطاليا   أدي هذا الخلاف الي ان تعلن إيطاليا تمسكها بمبدإ انه اذا تحركت فرنسا في اتجاه احتلال المغرب فستقوم هي مباشرة باحتلال ليبيا التي كان الحوار بشأنها معلقا. لهذا  السبب و لاسباب اخري نعرض لها لاحقا  اكتفت فرنسا بمراقبة  شنجيط (موريتانيا) و لم تشأ دخولها حتي لا يقدم الايطاليون علي احتلال ليبيا و يفسدون تقطيع الكعكة  لكن فرنسا أرسلت بعثات غير عسكرية و أقامت منتديات للسامر واللهو في منطقة اندر جذبت اليها  النخب المؤثرة في الشأن الموريتاني.. و حقيقة الامر ان ما كان يحول بين فرنسا مع دخول موريتانيا لم يكن إيطاليا بل مقتضيات اخري من ضمنها ان ادخال موريتانيا في المجال المدني...   سيحرم تجار العبيد و الصمغ من الحصول علي بضاعتهم علي المرافئ السنغالية بلا تعب و بدون تحمل أية مسؤولية اخلاقيه اضافة لحرمان تجار السلاح من الوفرات الماليه المجزيه التي التي كانت تدر عليهم تلك البضاعة لذلك وقف الحاكم الفرنسي في السنغال و بتحريض من التجار علي رفض كل محاولة لاحتلال موريتانيا .
غير ان كبلاني صاحب المشروع ظل يدافع عنه بشراسة و اقنع الادارة الفرنسيه في الاخر ان ذلك الاحتلال سيكون  غير مسلح نظرا لبساطة البظان و سذاجتهم و سهولة التأثير عليهم خصوصا و انهم لا يعرفون قيمة الارض التي يجلسون عليها.. لقد نجح كبلان في مسعاه فسيطر علي منطقة اترارزه و لبراكنة ثم الي تجكجه حيث قتل  و اضرت فرنسا لخوض غمار حرب ضروس لاحتلال شنجيط موريتانيا. ....